قبل أن ينتقل القديس أثناسيوس إلى عالم النور في مايو 373 ،كان قـد تـرك مسـودة كتـاب بعنـوان
"تجسد ربنا يسوع المسيح" و هو الكتاب الذي ننشره الآن كآخر ما سجله العملاق العظيم.
والكتـاب موجـه ضـد الـذين ينكـرون وجـود نفـس انسـانية soul Human في المسـيح وهـو الاتجـاه
الــذي صــار يعــرف بعــد ذلــك باســم هرطقــة أبولينــاريوس أســقف اللاذقيــة في ســوريا (امتــدت أســقفيته مــن
372-392ونص الكتاب نشر في اجمللد ( 26 : 1093-1166 (من مجموعة الآبـاء اليونـانيين و لم
ينشر في السلسلة الانجليزية المعروفـة آبـاء نقيـة ومـا بعـد نقيـة. كمـا لم يـترجم بعـد إلى اللغـات الأروبيـة الحديثـة
ماعدا ترجمة فرنسية للنص السرياني وهو نص غير كامل.
ويعـود عـدم الاهتــام هبـذا الكتـاب إلى أن بعـض علمـاء اللاهـوت وعلمـاء الآبـاء لم يعتـبروه بقلـم
أثناسيوس الرسولي وانما كتب بعد وفاته وقد ظل هذا الموقـف سـائدا مـدارس اللاهـوت في الغـرب حـتى مطلـع
القـــرن العشـــرين عنـــدما دافـــع عـــن صـــحة نســـبة الكتـــاب إلى أثناســـيوس الأســـتاذ اليونـــاني الأرثوذكســـي
Demetropulos.CH وأسـتاذ الآبـاء في السـوربون Barby.G وأخـيرا أسـتاذ الآبـاء السـابق في جامعـة أدنـبرة
torrance.F.T وحجة النقاد هو اختلاف أسلوب هذا الكتاب عن أسلوب أثناسيوس المعروف به في سـائر
كتبـه .و لمـا كانـت هـذه هـي الحجـة الوحيـدة الـتي أسـتند عليهـا هـؤلاء النقـاد فقـد حـاولوا نسـبة الكتـاب إلى
العلامـة ديـديموس الضـرير أو تلميـذه القـس امبروسـيوس الاسـكندري. ولكـن مـن الواضـح أن الموضـوع جديـد
جدا ويختلـف تمامـا عـن البدعـة الأريوسـية وعـن الموضـوعات الأخـرى الـتي عالجهـا أثناسـيوس في كتاباتـه. ومـن
الثابـت تاريخيـا أن أثناسـيوس كتـب هـذا الكتـاب قبـل وفاتـه بأيـام وان الجـداول الـتي وضـعت في عصـر الآبـاء
كانت تضع هذا الكتاب ضمن مؤلفات القديس أثناسيوس.